من بيت لحم.. استنيري يا غزة
نشر بتاريخ: 2025/12/24 (آخر تحديث: 2025/12/25 الساعة: 00:47)

في ليلة الميلاد، ميلاد المسيح الفادي، الثائر الأول في وجه الظلم والطغيان، وملك الإنسانية والسلام وروح المحبة، ومن الأرض التي شهدت الميلاد العظيم، بيت لحم التي تبعث، تقيم الصلوات والدعوات والرجاء ليعم السلام في الأرض، وفي غزة الجريحة التي تعيش ويلات حرب الإبادة والتهجير، وترسل للسماء خالص الدعاء بأن تتوقف الإبادة وتعود غزة تستنير وتقوم من بين الركام والخراب، ويعود السلام والأمان للناس الذين عانوا ويعانون جراء وحشية الحرب التي امتدت منذ السابع من أكتوبر، ولم تنته بعد حتى يومنا، وإن خفَّت عمليات القصف إلا أن مسلسل الدمار والقصف مستمر.

إن الأعياد المجيدة، هي فرصة للتآخي، ولتمتين المحبة في القلوب، وتعزيز روح التكاتف والتعاضد والتماسك، وهي في كل عام تعلي صوت المؤمنين في الأرض، الداعي لرفض القهر والظلم والاضطهاد، الذين يرفعون الابتهالات كي يعم السلام في الأرض وبين البشر أجمعين. وفي هذا العام الذي رفعت فيه بيت لحم شعار العيد بأن: "قومي استنيري"، فإنها دعوة لكل مدينة وكل قرية وبلدة، قومي استنيري يا غزة، فإن هذا الظلم زائل، وإن عتمة الحرب إلى زوال.

وفي ليلة الميلاد المجيد، فإن بيت لحم، كبقية المدن والقرى الفلسطينية، تعاني من ويلات الاحتلال، ومن الحصار والجدار وسياسات الفصل العنصري، ومن المستوطنين الأغراب الذين يعيثون خرابًا ويعتدون على الناس ويحرقون الممتلكات ويسرقون الأراضي والأشجار، ويقيمون فوق التلال وعلى امتداد الأرض الفلسطينية، يثيرون الفوضى بممارسات إرهابية، حرقًا للبيوت وقتلًا للناس وقلعًا للأشجار، وحتى الماشية والأغنام لا تسلم من عملياتهم، وكل ذلك يحدث تحت حراسة من جيش الاحتلال الذي لا يكتفي بأنه قام بتسليحهم بالبنادق الرشاشة، بل إنه يرافقهم ليحميهم، وكل ما يحدث من اعتداءات آثمة فإنها تتم تحت أعين جنود الاحتلال وخطط حكومة اليمين المتطرف.

ومثل كل عام في ليلة الميلاد، تصعد الدعوات من كنيسة الميلاد في بيت لحم، ومن كل الكنائس في فلسطين، ولسان دعائها لغزة الجريحة، بأن تعود الحياة للناس في غزة، بأمن وأمان، وأن تتوقف الإبادة وينتهي الحصار، وتبدأ عملية الإعمار وتنتهي فصول معاناة الناس.

أسميك بيت لحم

ابنة الأزقة القديمة

نجمة الحواريين ودليل هديهم

وأطعمك خبز الجائعين.