اليوم الجمعة 29 مارس 2024م
الاحتلال يواصل اغلاق جميع مداخل مدينة أريحا لليوم الثاني على التواليالكوفية مراسلنا: مدفعية الاحتلال تقصف المناطق الشرقية لمدينة رفح جنوب قطاع غزةالكوفية زوارق الاحتلال الحربية تطلق النار تجاه منازل المواطنين على شاطئ المحافظة الوسطى في قطاع غزةالكوفية انسحاب قوات الاحتلال من حي جبل النصر بمخيم نور شمس بعد اعتقال الشاب عمر أبو هلالالكوفية الاحتلال يعتقل الشاب عمر أبو هلال من حي جبل النصر في مخيم نور شمسالكوفية تعزيزات عسكرية تقتحم منطقة جبل النصر في مخيم نور شمس شرق طولكرمالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 175 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال الخاصة تحاصر منزلا بمخيم نور شمس في طولكرمالكوفية قوات خاصة من جيش الاحتلال تقتحم جبل النصر في مخيم نور شمس بطولكرمالكوفية الاحتلال يداهم منازل المواطنين في قرية مادما جنوب نابلسالكوفية قوات الاحتلال تنتشر في قرية مادما جنوب نابلس وتشن حملة مداهمات وتخريب لعدد من المنازلالكوفية حالة الطقس اليوم الجمعةالكوفية فيديو | قوات الاحتلال تقتحم بلدة سلواد شمال رام اللهالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة سلواد شمال رام اللهالكوفية الجيش السوري: شهداء ومصابون جراء عدوان إسرائيلي على ريف حلبالكوفية جيش الاحتلال ينسف منازل سكنية شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية مقاومون يطلقون النار صوب قوات الاحتلال خلال انسحابها من مدينة نابلسالكوفية طائرات الاحتلال تجدد غاراتها على مدينة خان يونس جنوب القطاعالكوفية انسحاب قوات الاحتلال من مدينة قلقيليةالكوفية 50 حافلة تنطلق من أم الفحم بالداخل المحتل إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الفجرالكوفية

ما الذي دُفن مع شيرين.. ‏وما الذي ينبغي أن يدفن‏

10:10 - 18 مايو - 2022
نبيل عمرو
الكوفية:

عادت فلسطين إلى مكانتها ‏كقضية كادت أن تنسى من ‏خلال ما أحدثه اغتيال ‏شيرين أبو عاقلة، من ردود ‏فعل فلسطينية وإقليمية ‏وعالمية.‏

وفي أوج الحرب العالمية ‏الثالثة التي تجري فصولها ‏الساخنة على أرض أوكرانيا، وفصولها الأكثر ‏تعقيدا على مستوى العالم ‏كله، أدخلت موقعة شيرين ‏القضية الفلسطينية، كقضية ‏اجماع عالمي في مجال ‏الاهتمام والتعاطف، فكل ‏المتحاربين على مستوى ‏الكون كله توحدوا على امر ‏واحد هو إدانة ما حدث، مع ‏توجيه أصبع اتهام كوني ‏نحو إسرائيل. ظاهره قتل ‏فتاة فلسطينية وهي تؤدي ‏واجبها المهني، ومضمونه ‏ادانة للاحتلال الذي قتل ‏الفتاة من جنين وفي جنين، ‏كما قتل كثيرين قبلها وسيقتل ‏كثيرين بعدها، وهذه سنة ‏الاحتلال.‏

كان المشهد مكتمل العناصر ‏التي تعري الدولة المتباهية ‏دوما بحضاريتها المتفردة في ‏صحراء "التخلف العربي" ‏فإين الحضارية في قتل ‏صحافية برصاص قناص ‏عسكري، وذلك يعني ان ‏القتل لم يكن عشوائيا بل كان ‏مقصودا، وأين الصدقية ‏المدعاة في تبرير ما لا ‏تبرير له، كالقول.. ان كل ما ‏تفعله إسرائيل بالفلسطينيين ‏هو من قبيل الدفاع عن ‏النفس، حتى صار للقتل ‏لازمة تبريرية تبناها ‏الامريكيون تقول.. ان من ‏حق إسرائيل عمل أي شيء ‏لتوفير الامن لمواطنيها! ‏وأين المنطق في الرواية ‏الإسرائيلية حول ما حدث، ‏حين بررت اعلى المستويات ‏الحكومية عملية القتل، أولا ‏على انها فلسطينية ثم ضائعة ‏بين الفلسطينيين ‏والإسرائيليين، ما يبرر وان ‏بسذاجة مفرطة طلب الجناة ‏بأن يجري التعامل معهم ‏كشركاء في لجنة تحقيق، ‏ويبدو لي ان القول الدارج " ‏كاد المريب ان يقول ‏خذوني" وجد من اجل ‏الرواية الإسرائيلية.‏

لم يشتر هذه الرواية حتى ‏اقرب حلفاء وداعمي ‏إسرائيل ذلك لأن للكذب ‏حدود.‏

المسألة ليست كما رغبت ‏الرواية الإسرائيلية اظهارها ‏كقضية جنائية ملتبسة، ‏وصدقية المريب الذي يقول ‏خذوني، كرستها موقعة ‏الجنازة وهي أيضا موقعة ‏مكتملة الشروط في امر ادانة ‏إسرائيل.‏

في الجزء الثاني من الموقعة ‏هجوم الشرطة على النعش، ‏كما لو انه سلاح دمار شامل ‏يهدد امن الدولة وهجوم على ‏العلم كما لو انه حزام ناسف ‏في طريقة الى الانفجار ‏والاستماتة لاسقاط النعش ‏عن الاعناق واقتحام ‏المستشفى والمقبرة كما لو ان ‏هذه الأماكن التي ترقى ‏مثيلاتها الى مستوى القداسة ‏عند كل الشعوب هي في ‏إسرائيل مجرد هدف ‏عسكري يستباح احتلاله، ‏والتنكيل بمن فيه، ومن اجل ‏ماذا؟ من اجل الحفاظ على ‏امن الدولة ونظام الاحتلال.‏

الرواية الساذجة الثانية هي ‏ان الذي حدث في موقعة ‏الجنازة كان تصرفا ذاتيا من ‏قبل افراد الشرطة بالغوا ‏قليلا في أداء مهامهم، اذا هي ‏مخالفة فنية، ربما يكفي ‏الوعد بأن لا تتكرر ثانية، ‏غير ان هذا ثبت وفي يوم ‏ليس ببعيد انه نهج عمل فهو ‏تكرار لما حدث مع جنازة ‏شيرين وهي جنازة الشاب ‏الشهيد وليد الشريف في ‏القدس.‏

دفنت شيرين ودفن الشريف، ‏والسؤال الذي يطرح بقوة ‏بعد رمضان وايار الراشحين ‏بالدم، ما الذي دفن مع ‏الجثامين وما الذي ينبغي ان ‏يدفن في الواقع؟؟؟؟

دُفن مع اخر الجثامين بقايا ‏أوسلو بعد احتضار طويل او ‏موت سريري لم يجرؤ ‏المعنيون على تحرير شهادة ‏وفاة لها خوفا من ثقل التركة ‏الكارثية وما خلفته من دمار، ‏ودُفن مع اخر الجثامين كذلك ‏وهم ان القدس هي عاصمة ‏دولة إسرائيل الموحدة، ‏وليس للفلسطينيين فيها اكثر ‏من صلاة مقيدة بالاعتبارات ‏الأمنية وليس عليهم الا ان ‏يشكروا. ‏

هذا ما دُفن حقا غير ان ما ‏ينبغي ان يدفن هو الاقتتال ‏الفلسطيني الفلسطيني على ‏الوهم، والمقتتلون يدركون ‏ان بلاطة قبر ثقيلة تجثم على ‏انفاسهما معا، وما ينبغي ان ‏يدفن كذلك هو التهميش ‏والتجاهل والالغاء لدور ‏الشعب في صنع حاضره ‏ومستقبله مع انه وفي كل ‏مرة شارفت فيه القضية على ‏الموت في ظل طبقة سياسية ‏متشبثة بالعجز وانعدام ‏الفعل، كان الشعب من ينقذ ‏الموقف ويعيد القضية الى ‏مكانتها وليس على الوجهاء ‏الا الطفو على السطح وكأنهم ‏صناع ما لم يصنعوا.‏

نحن نعيش تحت وطأة ثنائية ‏هي الاغرب في الماضي ‏والحاضر، قوامها قضية ‏تتقدم وحل يبتعد ...!!‏

بيدنا وليس بيد غيرنا ان ‏نصحح المعادلة ولكن ....‏

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق