اليوم الاحد 19 مايو 2024م
استشهاد شاب باستهداف من طائرة مسيرة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية صافرات الإنذار تدوي في عسقلانالكوفية غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزةالكوفية شهداء ومصابون في غارة إسرائيلية على شقة سكنية وسط رفحالكوفية الاحتلال يغلق عدة مداخل ومخارج مؤدية إلى أريحا بالاتجاهينالكوفية الاحتلال يعلن العثور على جثة الأسير رون بنيامين في غزةالكوفية بث مباشر|| تطورات اليوم الـ 225 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية دلياني: تصاعد جرائم التطهير العرقي بالضفة المحتلة بالتزامن مع حرب الإبادة في غزةالكوفية بالأرقام|| «الإعلام الحكومي» ينشر تحديثا لأهم إحصائيات عدوان الاحتلال على غزة لليوم الـ 225الكوفية مدفعية الاحتلال تستهدف مناطق متفرقة من مخيم جباليا شمال القطاعالكوفية غوتيريش: حل الدولتين هو الحل الوحيد في الشرق الأوسطالكوفية الاحتلال يعتقل طفلين من كفر مالك شرق رام اللهالكوفية لبيد يطالب غانتس بالانسحاب من أسوأ حكومة في تاريخ «إسرائيل»الكوفية الصحة: الاحتلال ارتكب 9 مجازر ضد العائلات في غزة راح ضحيتها 83 شهيدا و105 إصاباتالكوفية "أونروا": لم يعد لدى المنظمات الإنسانية إمدادات لتقديمها بما في ذلك الطعام والمواد الأساسيةالكوفية "أونروا": نحو 800 ألف شخص هم نصف سكان رفح مضطرون للفرار بسبب العملية العسكرية الإسرائيليةالكوفية شهداء ومصابون في قصف من طائرات الاحتلال قرب عمارة أبو هاشم وسط مدينة رفح جنوب القطاعالكوفية وصول جثامين 9 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى جراء قصف الاحتلال على مناطق وسط القطاعالكوفية زوارق الاحتلال تطلق نيران رشاشاتها تجاه المناطق الساحلية والشمالية لمدينة غزةالكوفية إصابة شاب برصاص مستوطنين في عزموط شرق نابلسالكوفية

فشل اليهود في اغتياله فاستشهد برصاصٍ صديق..

خاص|| "أحمد عبد العزيز" ضابط مصري تخلى عن رتبته العسكرية مقابل الجهاد في فلسطين

14:14 - 02 يناير - 2021
الكوفية:

أحمد زكي: في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تطالعك لافتةٌ عتيقة على واجهة إحدى مدارس المدينة كُتب عليها بخط عربي رشيق "مدرسة البطل أحمد عبد العزيز للبنين"، ويعتقد الكثيرون أن المدرسة تحمل اسم شخصية فلسطينية شاركت في مقاومة الاحتلال، بينما الحقيقة أنه مصري الأصل سوداني المولد، وكان أول ضابط مصري يطلب بنفسه إحالته للاستيداع، متخليًا، بطيب خاطر، عن رتبته وامتيازاته من أجل الجهاد في سبيل الله على أرض فلسطين.
بعد قرار التقسيم وانتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين العربية في 14 مايو/أيار 1948م ومع تزايد مذابح العصابات الصهيونية بحق الفلسطينيين العزل، ثار الغضب في مختلف أرجاء العالم العربي والإسلامي، وانتشرت الدعوات للجهاد في سبيل تحرير الأراضي الفلسطينية.


كان القائمقام "العقيد" أحمد عبد العزيز واحدًا من الطليعة الذين لبّوا نداء الجهاد، فبدأ في تشكيل كتائب المجاهدين المتطوعين الفدائيين وأصبح قائدا لما يعرف بـ"القوات الخفيفة"، فعمل على تنظيم المتطوعين وتدريبهم وإعدادهم للقتال في معسكر الهايكستب، وقد وجهت له المملكة المصرية إنذارًا يخيّره بين الاستمرار في الجيش أو مواصلة العمل التطوعي، فما كان منه إلا أن طلب بنفسه إحالته إلى الاستيداع، ليتفرغ للجهاد.

لم يكن البطل أحمد عبد العزيز، من مؤيدي فكرة دخول الجيش المصري للمشاركة في حرب فلسطيني، وكانت رؤيته مبنية على أساس أن قتال اليهود يجب أن تقوم به كتائب الفدائيين والمتطوعين، لأن دخول الجيوش النظامية يعطى اليهود فرصة كبرى لإعلان أنفسهم كدولة ذات قوة تدفع بالجيوش العربية إلى مواجهتها وهو ما حدث بعد ذلك، إلا أن معارضته لم تمنعه من القتال بجدارة مع الجيوش النظامية، حينما طُلب منه الانضواءَ تحت لوائها.
بعد أن جمع ما أمكنه الحصول عليه من الأسلحة والذخيرة من قيادة الجيش وبعض المتطوعين وبعض الأسلحة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، اتجه إلى فلسطين برفقة قواته وقوات المجاهدين المغاربة بقيادة البطل أحمد زكريا الوردياني، الذي انضم بقواته تحت قيادة البطل أحمد عبد العزيز، حيث وصلوا إلى مدينة العريش يوم ىالثالث من مايو/أيار 1948، وكان في استقبالهم البطل المجاهد عبد الرحمن الفرا رئيس بلدية خانيونس وعضو الهيئة العربية العليا لفلسطين، وكلٌ من الشيخ محمد عواد رئيس بلدية الفالوجة، والسيد مصطفى العبادلة مختار عائلته
.
عُقد اجتماع، وقتها، بحضور ضابط المخابرات المصرية عبد المنعم النجار ومندوب جماعة الإخوان عبد الهادي شعبان والضابط كمال الدين حسين بالإضافة إلى اليوزباشي "النقيب" عبد العزيز حماد، الذي أصبح فيما بعد مديرا لمكتب الرئيس المصري محمد نجيب.


وفي هذا الاجتماع حاول القائد أن يدخل جنوده فلسطين، فرأى الطريق العام لدخولها مسدودة، إذ كان يسيطر عليها الجيش الإنجليزي، فرأى أن يسلك طريقا أخرى، وتم الاتفاق على خطة لإدخال قوات المجاهدين إلى فلسطين عبر خط السكك الحديدية خوفا من أن تكون الطرق الإسفلتية ملغومة، بالإضافة لوجود القوات البريطانية على الطريق الإسفلتية عند رفح على حدود فلسطين مع مصر.
في مدرسة خانيونس للبنين، التي حملت اسم أحمد عبد العزيز فيما بعد، كنقطة الارتكاز، حيث كان في استقبال قوات المجاهدين، الدليل الفلسطيني الذي يرافقها بدوره إلى المواقع المحددة لها حسب الخطة الموضوعة.
بعد أن استقرت القوات في مواقعها، اتخذ أحمد عبد العزيز قرارًا بمهاجمة أول مستعمرة يهودية في طريقه عند دير البلح، "مستعمرة كفار داروم" بهدف تحريرها، وهي مستعمرة لليهود حصينة منيعة، اتُخذت مركزا للعدوان على الفلسطينيين، ففاجأهم بهجوم خاطف زلزل قلوب اليهود، وألقى الفزع والهلع في نفوسهم، فخرجوا فارين يطلبون النجاة بعد أن ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الفدائيين، كانت البداية موفقة زادت المجاهدين ثقة وإيمانا، وخاضوا عمليةً أخرى وثالثة وعاشرة.. 
وحين دخل الجيش المصري "النظامي" أرضَ فلسطين، دعتْهُ القيادة إلى الانضواءِ تحت لوائه، فتردد في بادئ الأمر، لأن عمله مع المتطوعين كان يمنحه الحرية دون التقيد بالأوضاع والأوامر العسكرية، ولكنه قَبِلَ في آخر الأمر أن يتولى مهمة الدفاع عن منطقة بئر السبع ولا يتجاوزها شمالاً، وبذلك يتولى عبءَ حمايةِ ميمنةِ الجيش المصري والدفاع عن مدخل فلسطين الشرقي.


الغريب، أنه بعد المعارك الضارية التي خاضها، لم ينجح اليهود في اغتياله قط، بل ارتقى شهيدًا برصاصٍ صديق، لم يكن حادثًا مدبرًا كما تردد، وإنما رصاصة خرجت بطريق الخطأ من سلاح أحد جنوده فاستشهد داخل سيارته لدى مروره لتفقد الأكمنة في مساء 22 أغسطس/آب 1948 عن عمر لم يتجاوز 41 عامًا ليوارَى جثمانه الثرى في قبة راحيل شمال بيت لحم، بعد سجلٍ حافلٍ بالبطولات حيث قاد وشارك في عدة معارك أبرزها:
معركة مستعمرة كفار داروم، معركة دير البلح، معركة مستعمرة العمارة في صحراء النقب، معركة مستعمرة رامات راحيل، معركة قرية العسلوج، معركة جبل المكبر في القدس  المحتلة، الانتشار الدفاعي في مدن الخليل وبيت لحم وبيت صفافا وبيت جالا، ويرجع إليه الفضل في إنشاء خط دفاعي مقابل خط الدفاع اليهودي الممتد من تل بيوت ورامات راحيل في الجهة الشرقية الجنوبية للقدس المحتلة، بالقرب من قبة راحيل في مدخل بيت لحم الشمالي حتى مستعمرات بيت هكيرم وشخونات هبوعاليم وبيت فيجان ويفنوف.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق