غزة ــ محمد عابد: افتتحت مؤسسة "فيلم لاب" بالشراكة مع وزارة الثقافة الفلسطينية في رام الله والقدس وغزة، فعاليات عروض مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، بدورته السادسة، في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وسط مدينة غزة.
وقال منسق مؤسسة "فيلم لاب" في قطاع غزة غسان الحاج عبد، لـ"الكوفية"، إن مؤسسة فيلم لاب تنظم هذا المهرجان بشكل سنوي، هذا الافتتاح يأتي بالتزامن بين الضفة الغربية والقدس وحيفا ويافا والناصرة، ما يعني أن السينما استطاعت تخطي الحواجز والحدود على طريق تعزيز ثقافة السينما وثقافة صناعة الأفلام والوثائقية وكذلك المخرجين الفلسطينيين، خاصة وأننا في قطاع غزة نعاني من حصار خانق علي كافة الأصعدة ولكننا استطعنا من خلال المؤسسة تخطي كافة الحواجز والحدود سواء كانت سياسية أو اقتصادية وذلك لإبراز هويتنا الفلسطينية، استطعنا كذلك إبراز ثقافتنا الفلسطينية.
ملتقيات وورش عمل
وأكد الحاج عبد، أن المؤسسة تسعى بشكل دائم ومستمر إلى النهوض بالأفلام الوثائقية وتطوير قدرات صانعي الأفلام، خصوصا الشباب منهم.
وتابع، أن المهرجان يهدف ويعمل على تطوير قطاع السينما في فلسطين، حيث إن المهرجان لا يقتصر على عرض للأفلام فقط، بل نقوم بعقد ملتقى لصناع السينما، يحضر إليه عدد من الناشطين في القطاع السينمائي للمشاركة في الملتقى، من أجل تحقيق التواصل بينهم وبين صناع السينما في فلسطين، وذلك بهدف دعم إنتاج السينما بفلسطين.
وأوضح الحاج عبد، أن "هناك العديد من الصعوبات والمعوقات التي تقف في طريق تطور السينما في فلسطين، وأهمها الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحد من حرية التصوير، ويعرقل التنقل بين القطاع والضفة والداخل، إلا أن هذه المعيقات لم تقف أمام تطور المهرجان".
وختم الحاج عبد، بالقول "إننا جميعاً نتمنى أن يكون مخرجو الأفلام معنا اليوم هنا في القطاع، في الشق الأخر من الوطن، ولكن بسبب الحصار الإسرائيلي الظالم والحواجز والحدود هي التي حالت دون وصول المخرجين ولكنها لم تمنع من وصول أعمالهم وأفلامهم".
استنهاض الهمم وإنهاء الانقسام
من جهته، تحدث رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية يسري درويش، عن أهمية مثل هذا المهرجان، لـ"الكوفية"، قائلًا "مثل هذه المهرجانات توحد الوطن المنقسم، أولاً تُتيح لنا فرصة التعاون الثقافي مع الدول الأخرى، ولنعيد تنشيط الحراك الثقافي والفني الفلسطيني، وهذه الأفلام تجيب عن الأسئلة التي تدور حول الواقع الفلسطيني وكذلك تتيح الفرصة للجمهور الفلسطيني بمتابعة الثقافات الأخرى المختلفة، اليوم هذه الأفلام حين تعرض في نفس الوقت في كافة أنحاء فلسطين هذه رسالة لكل الساسة المنقسمين بضرورة إعادة الوحدة لهذا الوطن".
من جانبه أكد المخرج السينمائي علي أبو ياسين، أن "هذه الأفلام والعروض التي يتم عرضها في هذا المهرجان تأتي في إطار استنهاض الطاقات الفنية وتعزيز صمود الفنانين في فلسطين".
وأضاف أبو ياسين لـ"الكوفية"، أن "مثل هذه المهرجانات تمثل محاولة لخلق أجواء وحياة غير التي نعيشها، من خلال محاولة التعبير عن الرؤية الفنية للشباب الفلسطيني، وأن السينما هي فن كباقي الفنون، ومن خلال الفن هناك دائما أمل لزيادة الوعي الاجتماعي والسياسي".
وفي ذات السياق تحدث الكاتب المسرحي والسينمائي طارق حميد، هذه العروض بما أنها تعتمد علي المشاهدة البصرية فإنها تؤثر علي نفسية المشاهد، وتمكننا من إيصال برسالة مميزة لهذا المشاهد، الجميع اليوم يحاول إيصال رسالته من خلال الأفلام التي سيتم عرضها خلال المهرجان، ونحن تسعي من خلال هذه الأفلام إلي إيصال صوت فلسطين وقضيته".
وتحدث إبراهيم النواجحة أحد صانعي الأفلام القصيرة، "هذا المهرجان ما يميزه أنه ينطلق في كافة أنحاء فلسطين، حيث أنه يضم مخرجين فلسطينيين وأجانب، تلك الأفلام التي تسلط الضوء على قضايا تهم المواطن الفلسطيني، مع مراعاة ترك مساحة للمشاهد لإبداء رأيه".
وتابع النواجحة، في حديثه لـ"الكوفية"، أن "الأفلام التي سيتم عرضها اليوم تتحدث عن الحصار الإسرائيلي والحرب علي قطاع غزة تحديدا، والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة المحتلة، وكذلك هناك فيلم يتحدث عن الاستيطان وفيلم آخر يتحدث عن الحريات ومدى حاجتنا كفلسطينيين للحرية".
عُرفت السينما في فلسطين قبل العام 1948
يمكن لدارس تاريخ السينما الفلسطينية أن يجد العديد من المحاولات السينمائية التي عُرفت في فلسطين قبل العام 1948، أي عام النكبة؛ إذ شرع عدد من هواة فن السينما بإنتاج عدد من الأفلام والجرائد السينمائية، ومن أبرزهم: جمال الأصفر، وخميس شبلاق، وأحمد حلمي الكيلاني الذي درس السينما في القاهرة، وتخرج عام 1945، ليُعدَّ بذلك أحد السينمائيين الفلسطينيين الأوائل، الذين درسوا فن السينما أكاديمياً، والسينمائي الفلسطيني محمد صالح الكيالي الذي كان قد سافر إلى إيطاليا، ودرس الإخراج هناك، بعد أن كان قد أسَّس أستوديو للتصوير الفوتوغرافي في يافا عام 1940. وعاد إلى فلسطين بعد أن أنهى دراسته السينمائية الأكاديمية ليتعاون عام 1945، مع المكتب العربي في جامعة الدول العربية، الذي كلّفه حينذاك بإخراج فيلم عن القضية الفلسطينية.